كلما كانت المشاجرات تشتعل بين رواد المقاهي والمطاعم وبين مرتاديها وبعضهم البعض مما يثير غضب الجيران والمارة والذين يضطرون إلى رفع أصواتهم شاكين ومحتجين ليهاجموا هؤلاء الذين لا يراعون قواعد السلوك والإيثار الاجتماعي مما يضطرهم إلى الشرطة والبلطجة أو النيابة أو القضاء.. هكذا يحدث في شارع وحواري منطقة باب الشعرية وفي شارع ادجوارد رود بلندن العاصمة البريطانية وفي حي بيجال بباريس وفي واشنطن .. لقد أصبح الأمر مثيرا بعد تبادل اللكمات والضرب بالشلاليت داخل مقر الحكم أي البيت الأبيض بين الصديقين اللدودين وأعني بهما الرئيس دونالد ترامب وايلون ماسك اللذين انهارت علاقتهما الحميمة في أيام معدودات وتمكن الرئيس من ضرب ملياردير التكنولوجيا كما يسمونه في أمريكا بلكمة حادة أصابته في وجهه وأوضحت للناس مدى عنف الخناقة..
ولعل التجارب تثبت أن أشرس وأعنف خناقات تنشب عادة بين الأثرياء وبعضهم البعض..وبين ذوي السلطة والنفوذ وبعضهم البعض حتى تنهار كل الجدران ومعها تتحطم القيم وقواعد الأخلاق والضمائر وهذا ما حدث ..إذ سارع ماسك إلى الإعلان عن تشكيل حزب جديد ينافس به كلا من الحزبين الديمقراطي والجمهوري..وكالعادة أسرع الكثيرون سواء من هنا أو هناك لتقديم استقالاتهم ليسجلوا أسماءهم ضمن حزب الرجل الذي تحدى الثروة والسلطة..
ونحن لو استرجعنا الاتهامات المتبادلة بين الرجلين لاكتشفنا كيف أن السلطة تغير التوجهات إلى ١٠٠ درجة وكيف يكون المال سببا لانهيار القيم وضياع الاحترامات المتبادلة..!
***
أيضا لم يسكت ماسك عن اتهام ترامب له بالجنون وهو الذي أقام تلك الإمبراطورية الهائلة من أحياء سكنية وعقارات ناطحات السحاب وبالتالي تحركت الجماهير بصور متنوعة داعية للاحتجاج والمشاركة أكثر من ذي قبل..
ولعل ما حدث في لوس انجلوس بعد اشتعال المعركة بين الجمهوريين والديمقراطيين خير شاهد وأبلغ دليل حيث لم يقبل أهالي الولاية القرار الذي أصدره ترامب بنشر قوات من الحرس الوطني داخل مدينة لوس انجلوس وخارجها وظلوا يهتفون بسقوط الحكم.
***
بكل المقاييس دولة نامية أو غير نامية أو متطورة أو غير متطورة لابد أن تنبري للدفاع عن سمعتها وسيادتها في آن واحد.
***
في النهاية تبقى كلمة:
أيضا.. ما يدعو للدهشة والعجب أن الحليف السابق للرئيس الأمريكي إيلون ماسك والذي أكد أنه لن يصادقه أبدا بعد ذلك إذا به يبادر أمس بإعلان تأييده للرئيس في موقفه تجاه المتظاهرين بمدينة لوس انجلوس .. والذين هدد ترامب بتطبيق القانون ضدهم حتى يعرفوا أن الله حق فهل يعودان ثانية إلى الاتفاق على أن السلطة والثروة يتعذر تمزقهما.. وإن كان هذا المبدأ يختلف عن أمثاله في المناسبات السابقة.
حقا.. إنهم أمريكان ×أمريكان.
***
و..و..شكرا