*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*هل يكون ترامب سببا في سقوط أشهر ديمقراطية في العالم ..؟!
*أهالي لوس انجلوس يرفضون مساواتهم بالإسرائيليين والرئيس يصفهم بالحيوانات!!
*لم يحدث من قبل نشر قوات المارينز واعتقال المدنيين بلا محاكمة!
*وأيضا من المرات القلائل ..الأسعار تشتعل في أمريكا!!
*الأوضاع لا تسر في سوريا ..هل هناك أمل؟!
*محافظ الإسكندرية وقراراته المنضبطة أو المفروض أن تكون كذلك
****
ربما لم يحدث في أمريكا مثلما يحدث الآن فقد اشتهرت هذه الدنيا الجديدة التي سجلت بهذا الاسم للتمييز في وجدان البشر بينها وبين المنتمين للعالم القديم أو بالأحرى أوروبا وأيضا أفريقيا وغيرها وغيرها.
الآن المهاجرون الذين أنشأوها وقاتلوا وناضلوا في سبيل بنائها لكي تصبح من طراز مختلف عن باقي بلدان العالم يتمنون الآن مغادرة أراضيها والبحث عن أراض أخرى يتمتعون فيها بالحرية والديمقراطية مثلما كانوا يعيشون قبل أن يهدم الرئيس دونالد ترامب القواعد التي حسب الأمريكيون أنها تشكل صلبا ثابتا أبد الدهر.. فإذا بواحد منهم يسير في طريق غير طريقهم.
أقول ذلك بمناسبة ما تشهده مدينة لوس أنجلوس الأمريكية من أحداث عنف وشغب وضرب وسحل وكأنهم أناس يعيشون في بلاد الواق واق .
ولعل ما يتعجب له سكان المدينة ومعهم أهالي ولاية كاليفورنيا جميعا أن الرئيس ترامب أمر بشن حملات اعتقالات لم يشهدوا لها مثيلا وعندما أبلغوه بأن الحياة قد تأثرت نتيجة إغلاق محلات كثيرة وتوقف نشاطات أكثر مثل السياحة ورحلات الغوص وتسلق الجبال و …و.. لم يكترث بينما ألقى المسؤولية كلها على الحاكم الفيدرالي مهددا بعزله.
***
غني عن البيان أن تعم مشاعر الاستياء والإحباط الناس جميعا سواء المضارين أو غير المضارين حتى باتت أمريكا في وضع تحسد عليه بين دول العالم المتقدم وغير المتقدم.
والغريب ..الغريب أن يعلن عن نيته للترشيح للمرة الثالثة ولتحقيق ذلك سوف يعمل على تغيير الدستور لأنه يرى أنه لا يوجد أمريكي واحد في كفاءته أو في قدرته على الإدارة والقيادة أما الحكاية التي يندي لها الجبين فهي حكاية استدعاء قوات المارينز والحرس الوطني يواجه النساء والرجال بل وأيضا الأطفال وتأكيده على أنهم سوف يكونون على أوضاع الاستعداد لما تشهده البلاد الأمر الذي أشعل نيران الغضب أكثر وأكثر وكالعادة في مثل تلك الحالات في أي تجمع على مستوى العالم فإن العنف يجلب عنفا وهذا ما يجري حاليا خصوصا بعد أن وصف الرئيس ترامب المتظاهرين بأنهم حيوانات.
وهكذا تزداد الأوضاع تعقيدا وترتفع الأصوات أكثر وأكثر وسط مطالبات واضحة وصريحة بضرورة اعتذار الرئيس الذي انتخب بصورة ديمقراطية ويريد أن يرسي الحكم بأعتى وسائل الديكتاتورية.
***
على الجانب المقابل فإن الحياة العادية بالنسبة للأمريكان أصبحت من الصعوبة بمكان حيث ارتفعت الأسعار في ولاية كاليفورنيا بنسبة لا تقل عن 25% وهذه نسبة لم تحسبها الجماهير نفس الحال بالنسبة لولاية مدينة نيويورك وولاية فلوريدا ..وواشنطن دي سي وما إلى ذلك.
***
والآن اسمحوا لي أن ننتقل من أمريكا إلى بلد جار وشقيق طالما ربطتنا به روابط الإخوة والتضامن لكن للأسف سقط في الطريق وتخلف عن الركب وأعني به سوريا.
لقد كنا من أوائل الذين حذروا من نشوب حرب أهلية فوق أرض هذا البلد الذي ظل ما يقرب من عشر سنوات يخوض حرباً في اتجاهات شتى ضد قوى شرسة لا تعرف دينا أو أخلاقا ..ثم..ثم.. تولى زمامه فجأة وعلى غير توقع واحد ممن وضعتهم أمريكا على قوائم الإرهاب وسرعان ما هرع الكثيرون إليه وقدموا له المساعدة ورفعوا اسمه واسم جماعته من تلك القوائم ..فهل ساد الهدوء وعمت الطمأنينة؟!
للأسف لا بل ها هي المعارك تنشب بين كل يوم وآخر.. بين حكام اليوم وأصحاب سلطة الأمس ورغم البيانات الصادرة عن الرئيس الحالي أحمد الشرع فإن حكومته ستواجه أي أعمال عنف..بالحسم والقوة إلا أنه تراجع مؤخرا وقد وجه اتهامات لزملائه أعضاء الجماعات إياها.
وهكذا بمراجعة متأنية للأحداث نستطيع أن نتصور ماذا يجري فوق أرض سوريا غدا.. أو بعد غد بل حتى خلال السنة القادمة..
***
وأخيرا.. هذه تحية لمحافظ الإسكندرية الذي يتضح بحكم متابعة جهوده أنه من القلائل الذين تولوا المسئولية في هذا الثغر الباسم وتلك المدينة المترقرقة..
اجتماعات ومتابعات وسهر طوال ٢٤ ساعة دون إزعاج بل في هدوء واطمئنان..
لذا.. نرجو الله سبحانه وتعالى أن يوفقه خلال فصل الصيف الذي غالبا ما يكون الحكم ويقدم الشهادة الصادقة التي يستحقها والتي تنطق بالحق والجمال.
***
و..و.. شكرا