أنا شخصيا أحسب أن إيران لن تضرب اسرائيل ضربة انتقامية بعد العدوان الأخير على ممتلكاتها ومنشآتها النووية وخبرائها ووزرائها المختصين والمسئولين عن هذا النشاط الذي طالما ملأت به العالم صياحا مهددة ومحذرة ومؤكدة على قدرتها الخارقة ..وها هي في نهاية الأمر تبدو وكأنها عصفور في السماء أو قطة تائهة وسط الصحراء أو سمكة تصارع الموت بعد خروجها من المياه.
وأنا أقول ذلك ليس تشفيا في إيران بعد هذا العدوان الشرس والضاري الذي تعرضت له لكني أقول لأصحاب العباءات السوداء إن الكلام لا يحقق نصرا ولا يضع خططا عسكرية أو غير عسكرية وبالتالي فالصمت يحمي مصالح الشعوب ويحول دون إشعال نيران أراضيها ..أو مواقعها الحيوية أو مراكز دفاعاتها الحيوية ومن يستعرض الأحداث التي جرت خلال ال٤٨ ساعة الماضية سوف يتأكد أن الأيادي الإيرانية قد أصبحت عاجزة عن أن تخطو خطوة واحدة للأمام..لأن عملية إعادة البناء تحتاج إلى شهور وشهور أو بالأحرى سنوات وسنوات.
أيضا.. لم أتصور أنا وغيري أن تصبح مناطق عديدة في إيران مرتعا للجواسيس الذين يعيثون بها فسادا بينما أصحاب الأصوات العالية لا يدرون وبالتالي لا يتحركون.
***
وهكذا استنادا إلى تلك المعلومات فالأفضل في مثل تلك الحالة ألا يلقي الطرف الضعيف بكل همومه وأزماته ومخاوفه في آتون النيران المشتعلة على مدى ٢٤ ساعة بل يعيد تقييم موقفه ويستعرض عناصر قوته وفي النهاية يلتزم أساليب السلم والأمن المحليين والدوليين وبذلك يكون قد وصل إلى ما يبتغيه ويتمناه دون إراقة المزيد من الدماء وملبيا رغبات الجرحى والمرضى والمرتعشين والمرجفين..
***
طبعا..سوف يخرج علينا من ينددون ويشجبون النظرة الانهزامية ومواقف الضعف والاستكانة وهؤلاء رغم تقديري لهم إلا أنني أطالبهم بالبدائل التي توفر لهم الأماني التي مازالت تائهة عنهم منذ سنوات وسنوات..عندئذ سوف يعود للبسمة رونقها ولخطوط السير سلامة خطواتها..!
***
مواجهات
*عزة النفس ليس ضروريا أن يتمتع بها إنسان يملك المال والسلطة والتاريخ العائلي العريق بل لابد أن تكون في الأساس متلازمة مع من يفتح قلبه فتجد شرايين عقله محاطة بسياجات من حديد.
***
*من يعتقد أن الله سبحانه وتعالى يمكن ان يصيبه بالبلاء ثم يكتشف أن الله سبحانه وتعالى لم "يبتليه" بل ينقذه من البلاء حيث كان واردا أن يصيبه بلاء أكبر عندئذ يذكره مائة مرة ويرفع يديه إلى سمائه طالبا الرحمة والرضا والسلامة والنجاة.
***
*لا تكترث بمن يسيئون إليك إما بالكلمة أو بالفعل لأن حضورك في مكان واحد به أمثال هؤلاء يلغي وجودهم ويفتح لك أبواب احترام الآخرين.
***
*وأعجبتني هذه الكلمات:
ليس القوي من يكسب الحرب دائما بل الضعيف من ينشد السلام دائما.
هنري كيسنجر وزير خارجية أمريكا.
***
*وهذه الكلمات أيضا التي قالها جون ماريان الفيلسوف الفرنسي رغم أني غير مقتنع بها.
إذا أردت أن تفهم حقيقة المرأة فانظر إليها وأنت مغمض العينين.
***
*وأخيرا نأتي إلى حسن الختام..
اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم المتنبي:
لعينيك ما يلقى الفؤاد وما لقي
والحب ما لم يبقى مني وما بقي
وما كنت ممن يدخل العشق قلبه
ولكن من يبصر جفونك يعشق
وبين الرضا والسخط والقرب والنور
مجال لدمع المقلة المترقرق
***
و..و..شكرا