*تقرير سياسي عن أحداث الساعة
*لماذا نشغل بالنا بعالم.. لا نعرف إلى أين يتجه؟!
*ولماذا نتوقع شرا من أناس لا يعرفون بعضهم البعض ؟!
*مصر دائما رمانة الميزان وبالتالي العين عليها دائما..!
***************
فرق كبير بين كاتب مبتدئ وكاتب ضليع حصل على أغلى الجوائز..
زمان.. كنا نستيقظ من نومنا لا نترك فراشنا إلا بعد التأكد من طبيعة ما يجري حولنا فإذا كانت البسمة هي سمة اليوم ننطلق إلى أعمالنا أو حتى جامعاتنا ومدارسنا وقد قررنا بيننا وبين أنفسنا أننا سوف نتبادل مشاعر الحب والمودة بيننا وبين البعض.. وللعلم فور لقائنا المنتظر نسعد جميعا ونحن نجري تقييما للأحداث والأعمال العادية والاستثنائية في آنٍ واحد.
لكن كل هذا لم يكن يمنع أن يتسلل للنفوس المغلقة أو شبه المغلقة ما سمي الحسد والغيرة.. فتلك كلها سمات البشر في كل زمان ومكان.
***
ودعوني أحكي لكم حكاية طريفة وحقيقية.. فجأة استيقظت من نومي لأجد من يقدم لي وأنا مازلت في الفراش خطابا مغلقا وعندما هرعت لأعرف ما فيه وجدته دعوة ربانية لأداء فريضة الحج.. انتابتني حيرة بالغة فهل أقبل الدعوة أم لا أقبل.. واستقر رأيي على قبول الدعوة ومن ثم أداء مناسك الحج التي سوف تبدأ بعد ساعات..
***
المهم توجهت للمطار لأستقل آخر طائرة تسافر إلى جدة ثم ما إن هبطت المطار حتى هرع لي مندوبان من المراسم الملكية اللذان يكادان أن يكونا قد اختطفاني من فوق سلمها لنتوجه إلى جبل عرفات مباشرة..
الغريب.. وكعادة الإنسان الذي دائما يتحدث عما يعرف وما لا يعرف أخذت أنا وزملاء الحج الذين لقيتهم دون معرفة مسبقة انبرى أحدنا ليقول إن معنى الحج عرفة أنك تبقى فوقه عدة ساعات وانتهى الأمر بل يجب أن تدعو وتدعو وتصلي وتقرأ القرآن حتى نصل للمزدلفة وبعد أن أغلقنا المصاحف وتدبرنا القرآن دخلنا في مناقشة جديدة رغم أن تعاليم الحج تقضي بعدم الدخول في أية مناقشات أو حوارات هادئة أو غير هادئة لكن أنا شخصيا وجدت أن مثل تلك المناقشة بالذات تدخل في إطار أصول الحج إذ طرح أحد الرفقاء سؤالا يقول: هل طواف الوداع ضروري أم غير ضروري؟
وعندئذ دوت الأصوات في جوف الليل دون أن نصل إلى إجابة حاسمة فاضطررنا طبعا إلى الإقامة في تلك الليلة حتى الصباح ونستأنف رحلتنا إلى مكة لنؤدي طواف الوداع الذي لم يستغرق سوى نصف أو 45 دقيقة فقط عندئذ اطمأنت قلوبنا.
***
لقد رأيت أن أحكي لكم هذه الحكاية لأوضح أنه كلما كان أمام الإنسان هدف محدد لاسيما وإذا كانت الوسائل المؤدية إليه ذات صبغة دينية.. وسطية لا تعرف أي زاوية من زوايا التطرف فسوف يصل نفس هذا الإنسان إلى ما يبغي ويتمناه دون أن تصادفه عقبات أو صعاب أما إذا نهش الظلام قلوبنا وأمضينا الليل والنهار ندور في دوائر مغلقة فلن نجد شيئا.
وكم آلمني أن يتم إغلاق المسجد الأقصى أول أيام عيد الأضحى وبالتالي تم منع المصلين من أداء صلواتهم وبالتالي اشتعلت نيران الغضب ضد المحتل الغاصب الذي لا يعرف دينا أو خلقا أو ضميرا.
***
على الجانب المقابل تظل مصر دائما وأبدا تقدم النصح وتشرح للقاصي والداني أن هذا الصراع سيؤدي يوما بعد يوم إلى خسائر لا أول لها ولا آخر في حين كان يمكن أن يتوقف لو تخلت العقول عن أفكارها السوداء والقلوب عن أنانية أصحابها البلهاء..!
عموما.. عشتِ يا مصر دائما وأبدا رمانة الميزان في هذا العالم وليس منطقة الشرق الأوسط فقط..
وبارك الله في شعبك وقائدك وجيشك.. إنه نعم المولى ونعم النصير.
***
و..و..شكرا