مقال سمير رجب "خيوط الميزان" بجريدة الجمهورية

في يوم 22 سبتمبر عام 1967 أي منذ 58 عاما.. أصدر مجلس الأمن قرارا واضحا وصريحا يحمل رقم 242 ينص على ما يلي:
إنهاء جميع إجراءات أو حالات الحرب واحترام سيادة الدول ووحدة أراضي كل دولة في المنطقة واستقلالها السياسي وحقها في العيش بسلام.. ضمن حدود آمنة ومعترف بها وبعيدة التهديد أو استعماله.
فماذا كان رد الفعل لدى إسرائيل؟
طبعا.. لم تهتم ولم يشغل هذا القرار بال حكامها في ذلك الوقت.. وبعد أن مات منهم من مات واعتزل العمل السياسي من اعتزل بات هذا القرار بلا جدوى حتى أصبح نسيا منسيا.. بعد ذلك أطلق الملك عبد الله بن عبد العزيز ملك السعودية في ذلك الوقت في28 مارس عام 2002   مبادرة للسلام تقوم على أساس إنشاء دولة فلسطينية معترف بها دوليا على حدود 1967 وعودة اللاجئين والانسحاب من هضبة الجولان السورية مقابل الاعتراف وتطبيع العلاقات وكان نصيبها هي الأخرى نفس ما حدث لقرار مجلس الأمن 242.
*** 
من هنا يثور السؤال:
إذن..  إذا كانت إسرائيل قد عُرفت لدى الدنيا بأسرها بأنها لا تهتم بأي قرارات أو مواثيق أو مبادرات دولية بل تتعمد أن تضرب بها الحائط.. فما جدوى البيان الذي صدر أمس من عدة دول عربية فضلا عن منظمة التعاون الإسلامي وجامعة الدول العربية مكررين نفس عبارات الإدانة التي تصدر على مدى نصف قرن من الزمان ولم تلق أذنا صاغية من إسرائيل..؟!
هل يدرك العرب ذلك.. أم أنهم يقولون في قرارة أنفسهم نحن نعمل ما علينا وانتهى الأمر؟!
*** 
لا أبدا.. أنا شخصيا لا أعتبر أن الأمر انتهى بل بالعكس ربما تكون تطورات جديدة في القضية الفلسطينية قد بدأت ولن تنتهي؛ لأن من تابع ويتابع العلاقات العربية-الإسرائيلية قد أيقن أن إسرائيل الآن ليس هي إسرائيل الأمس وإذا كان الغرور والصلف والكبرياء أساس السياسة الإسرائيلية في الماضي فإن الحاضر مختلف حيث كشف بنيامين نتنياهو نفسه وأدرك أن هذا الجيش بات الآن ممزقا متصدعا يعاني جنوده وضباطه واحتياطيوه ومجندوه من الخوف والفزع والتردد والدليل حالات الانتحار العديدة والاستقالات وتعمد الهروب ليقف الجميع في صفوف المعارضين وليس الموالين ولعل دلائل ذلك تلك المظاهرات التي أصبحت تعم معظم المدن والبلدات الإسرائيلية والتي تندد بحكم نتنياهو بل وما بعد نتنياهو .. كل ذلك لم يكن كافيا على مدى السنوات الماضية وبالتالي لن يجد أي حكم جديد أي فرصة لدخول حرب جديدة أو استكمال حروب سابقة. 
*** 
في النهاية تبقى كلمة:
التقارير من داخل مكتب نتنياهو تقول:
رئيس الوزراء الذي يحاول أن ينفرد بالسلطة يحذر معاونيه ليل نهار من استفزاز المصريين..
 طبعا المعنى مفهوم..!