ندعو الله سبحانه وتعالى أن تمر الساعة السادسة من مساء اليوم الأحد بتوقيت واشنطن وقد بدأت بشائر السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين تبدو في الأفق بعد ما يقرب من عامين كاملين مات خلالهما ما يقرب من تسعين ألف فلسطيني وأصيب 150ألفا بجروح وربما يلحق عدد كبير من هؤلاء بمن سبقوهم في ساحات التضحية والفداء.
***
لقد حدد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الذي يتيه عجبا وزهوا بنفسه بعد الإعلان عن نجاح خطته لوقف الحرب الدائرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين الساعة السادسة من مساء الأحد -كما أشرت آنفا- لتنفيذ خطته وما سيعقب ذلك من حل دائم للمشكلة الأزلية مشكلة فلسطين.
والشواهد تقول إن حركة حماس سوف تلتزم بالموعد المحدد بعد أن أذاعت على الدنيا بأسرها نبأ قبولها خطة ترامب والتي تقضي من بين ما تقضي بتسليم 48 أسيرا إسرائيليا احتجزتهم في أماكن مازالت غير معلومة واتخذت منهم دروعا لتخفيف قسوة الاعتداءات الإسرائيلية والمفروض أن يتم تسليمهم وإلا فإن ترامب سيطلق لسفاح القرن العنان لكي يفعل ما يفعل في أعضاء حركة حماس وأقاربهم وأهلهم وذويهم.
لذا.. لا أعتقد أن الحماسيين لديهم أدنى استعداد لتحمل المزيد من الموتى والجرحى فضلا عن بيوت تتهدم فوق رؤوسهم ليلا ونهارا وحرب تجويع خسيسة ربما لم تشهدها البشرية من قبل...
***
في نفس الوقت فإن بنيامين نتنياهو الذي كان يهدد ويتوعد بإبادة الفلسطينيين عن بكرة أبيهم جاء الآن وكأنه مثل الغريق الذي يتعلق بقشة كما يقول المثل الشعبي وإلا ما ارتفع صوته في خجل وتشاؤم معلنا قبول خطة ترامب بلا قيد أو شرط.
بالذمة هل هذا هو نتنياهو الذي سبق أن تحدى الدنيا كلها والمنظمات الدولية والمؤسسات الإنسانية بعنجهية وغرور وجبروت؟!
بديهي لا وألف لا.
***
على الجانب المقابل هل لو توقف إطلاق النار وهل بعد تسليم الأسرى الأحياء والأموات يمكن القول إن حل الدولتين قد أصبح قريبا من الخروج للنور؟!
حتى الآن من الصعوبة بمكان الإجابة عن السؤال لكن مع إعمال العقل والاستناد إلى المنطق واستمرار الرئيس ترامب في موقعه لم تعد الأشواك هي نفس الأشواك ولا أسوار الكراهية المتبادلة تصم آذانها إلى ما لا نهاية وتصبح الأبواب عندئذ قابلة لاستخدام مفاتيح غير المفاتيح.
***
في النهاية تبقى كلمة:
ملاحظة أخيرة..تدخل في إطار هذه التطورات المعقولة وغير المعقولة..
أنا شخصيا غير متعاطف مع ما أسمي أسطول الصمود العالمي الذي أصر منظموه على أن يقدموا ما يقرب من6000 شخص لنيران التهلكة وهم يعرفون مصيرهم مسبقا.
لذا.. فإن ما حدث ليس غريبا ..
لقد قبضت إسرائيل على "الناشطين" إياهم ورحلت من رحلت وألقت في السجن من ألقت..!
بيني وبينكم حاجة غريبة وغريبة جدا جدا..وقد لا تكون غريبة في ظروف غير الظروف.
***
و..و..شكرا