كما يحدث عند توقيع اتفاقيات الصلح أو معاهدات السلام يظل الناس متوتري الأعصاب ويعانون من مشاعر قلق ربما لم يتعرضوا لها من قبل .. لكن بعد توقيع الاتفاقات المأمولة سرعان ما تسيطر الأحاسيس الإيجابية على غيرها التي طالما تسببت سلبيتها في إغراق الناس في أوهام وخيالات تارة وحقائق الواقع أو الآمال الواقعية تارة أخرى..!
***
طبعا أنا أكتب هذا المقال قبل انتهاء المهلة التي حددها الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لمنظمة حماس الفلسطينية بساعات قليلة ورغم مشاعر التفاؤل التي تسود الأجواء في منطقة الشرق الأوسط إلا أن أحدا لا يستطيع الجزم بما يمكن أن يحدث فكم من مفاجآت تأتي في أوقات زمنية غير متوقعة أيضا سريان هادئ للحياة رغم أن الهدير لا يعطي مؤشرات حقيقية بالأمر الواقع.
***
المهم.. دعونا نتفاءل ونقول إن حركة حماس الفلسطينية التي تعيش ظروفا قاسية وأليمة سوف تنفذ تعهدها بالإفراج عن 48 أسيرا أو محتجزا إسرائيليا قد وجدت بصيصا من أمل ليس لأعضاء الحركة فقط بل وللفلسطينيين عموما يمنع عنهم عمليات القتل والتذبيح والتجويع والاغتصاب وما إلى ذلك وبالتالي ستدخل الحركة وأعضاؤها وكوادرها في عباءة الرئيس ترامب حيث لم يعد هناك بالنسبة للفلسطينيين سواه هو وسوى الفترة الزمنية التي يعيشها الجميع الآن.
يعني لن تلف حركة حماس وتدور حول إجراءات تسليم الأسرى الفلسطينيين بل سينفذون مطالب الرئيس ترامب الذي أصبح هو الآن ملاذهم الأول والأخير.
***
على الجانب المقابل فقد تغيرت لهجة سفاح القرن بنيامين نتنياهو رئيس وزراء إسرائيل والذي توقف عن ترديد عبارات التهديد والوعيد والتدمير والنسف وما إلى ذلك وبات يتحدث لغة مختلفة تماما عما كان يتحدثها قبل ساعات أخيرة مضت..
***
أما بالنسبة لما يردده مثيرو الشكوك ومروجو الشائعات حول رد الفعل الذي يمكن حدوثه من جانب بنيامين نتنياهو بعد الإفراج عن رهائنه وأسراه والذي يتمثل في استلام الأسرى يعود لضرب الفلسطينيين وذبحهم بعد لحظات والذين لن يكون لديهم وقتئذ أي وسائل دفاع عن أنفسهم أنا شخصيا لا أتوقع أن يفرط الإسرائيليون في هذه الحبال الملقاة لهم والتي بإمكانهم استخدامها دون أعمال عنف أو إراقة المزيد من الدماء.
أقول لا أعتقد أنهم يمكن أن يفرطوا فيها وإلا احترقت بالفعل الأرض من تحتهم ومن فوقهم وهذا في حد ذاته لن يسمح به الرئيس الأمريكي ترامب بعد أن استشعر حلاوة الالتفاف الجماعي الدولي .
عموما النتيجة شبه النهائية بعد ساعات فدعونا نرقب وننتظر.
***
و..و..شكرا