سمير رجب يكتب مقاله " خيوط الميزان " بجريدة الجمهورية بعنوان " المتربصون كثيرون.. والطامعون أكثر! "

بتاريخ: 17 يناير 2020
شارك:
Facebook Twitter Google+ Addthis

*المتربصون كثيرون.. والطامعون أكثر!

*العرب.. يمرون بأخطر وأصعب مراحل حياتهم

*الأمن القومي العربي ارتفعت أعلامه في "برنيس"

*حضور محمد بن زايد وخالد بن سلمان حفل افتتاح القاعدة..

المغزى.. والهدف

*تحدى أردوغان بلغ أقصى مداه بتعيينه قائدا لقواته في ليبيا.. وفي الإصرار على الحصول على الكنز المفقود..!

*ولبنان ضاعت معالمه الأساسية بين المتظاهرين.. والسياسيين!!

*سوريا والعراق.. اغتيالات ومظاهرات.. ودواعش!!

لم يحدث أن مر العرب بظروف أخطر وأصعب من تلك التي يعيشونها الآن..!

نعم.. لقد كانوا من قبل عرضة لاستغلال استعماريين تقليديين مزقوا أراضيهم.. وشتتوا جمعهم.. ونهبوا ثرواتهم وهي مازالت في المهد ورغم ذلك تعامل هؤلاء المستعمرون مع الأوضاع القائمة.. بالعنف تارة.. وبالدهاء تارة أخرى.. لكنهم في الحالتين لم يكونوا يخفون أهدافهم التي في سبيلها عبروا البحار والمحيطات.. واخترقوا الصحاري والوديان..!

أما الآن.. فإن الذين يعرضون الدعم والمساعدة.. ويقدمون وعودهم.. ويتغنون بشعارات الأمن والاستقرار.. هم أصلا متربصون.. أو طامعون .. أو متآمرون.. وأحسب أنه لا يوجد فرق.. بين الفئات الثلاث..!

فجأة.. تشتعل المعارك بين أبناء الوطن الواحد.. وهي معارك دفعت إليها قوى إما خارجية.. أو داخلية  لا يهم.. فالنتيجة في النهاية واحدة..!

وفجأة أيضا.. يجيء من يستعرضون قوتهم وكيف أنها قوة كفيلة بالقضاء على النزاعات.. أو الصراعات.. أو الحروب الأهلية.. وبالطبع يضطر أولو الأمر.. لقبول العرض لتتدفق الجيوش بأسلحتها وعتادها التي تشمل من بين ما تشمل.. المدافع.. والهاونات.. والطائرات والصواريخ..و..و..!

ثم.. يوما بعد يوم.. تتحول الوحدة العسكرية.. أو الكتيبة.. إلى قاعدة أو أكثر ضمانا لرأب الصدع ودرءا لأخطار المعتدين بصرف النظر عن هوياتهم.. وشخصياتهم..!

***

على الجانب المقابل.. سرعان ما يصبح الوافدون الجدد مثار غيرة وحسد آخرين من نفس الطراز وذات النوعية.. وبدون سابق إنذار يأتي هؤلاء المنافسون.. ليفرضوا بدورهم أمرا واقعا يلقى في معظم الأحيان القبول والاستحسان من جانب أولى الأمر الذين يجدون أنفسهم مجبرين على الترحيب.. بكل من تقدم للمساعدة..وكل من لديه الرغبة في استرجاع أمنهم المفقود..!

وهكذا.. تنشأ كيانات جديدة كل منها لها أهدافها.. وأساليبها.. وحيثيات تواجدها.. لتتوارى في نهاية الأمر.. السلطة الأساسية التي كانت ذات يوم صاحبة الأمر والنهي داخل مجتمعها..!

***

الأمثلة كثيرة ومتعددة بدءا من العراق.. ثم سوريا..ثم لبنان ثم السودان.. وأخيرا ليبيا..!

ليبيا هذه أصبحت حكايتها حكاية .. تعدد الطامعون في ثرواتها وأراضيها والذين وجدوا في تفكك المجتمع فرصة للانقضاض..!

وها هو ذا الرجل الذي يعيش في جلباب أجداده.. والذي يصور له خياله المريض أن هؤلاء الأجداد تركوا له ليبيا كإرث لا ينبغي التفريط فيه.. بل لابد من استرداده.. بالعنف والقوة..!

من هنا.. تبدو تدخلات رجب طيب أردوغان الصارخة في شئون ليبيا إلى الحد الذي وصل معه بتعيين قائد عسكري من رجاله المخلصين يتولى إدارة المعارك ضد الجيش الوطني بقيادة المشير خليفة حفتر تمهيدا لوضع يده على مخزون النفط .. والغاز وتوزيع الدخل الناتج عنهما كغنائم حرب..!

جنونxجنون.. وحماقة لا يتمتع بها سوى المهووسين والذين يحركهم الإحساس بزعامة زائفة ما أنزل الله بها من سلطان..!

هنا يجب توضيح حقيقة مهمة تقول إن أردوغان إذا كان طامعا في أرض وثروات ليبيا.. فهناك كثيرون آخرون.. تحركهم نفس الأهداف ولديهم ذات الرغبات.. أي أنه مهما بذل من محاولات فلن يتمكن أبدا من استرداد هذا الإرث المفقود الذي يداعب خياله وأحلامه..!

***

الآن.. بعد هذا السرد السريع للحقائق التي لا ينبغي إغفالها من جانب أي ذي عينين.. نتوقف أمام محطة مهمة وفاصلة على خريطة الوطن العربي.

المحطة التي أعنيها تتمثل في القاعدة العسكرية الشامخة والهائلة الواقعة على البحر الأحمر والتي افتتحها الرئيس عبد الفتاح السيسي يوم الأربعاء الماضي.

هذه القاعدة.. بمبانيها وتجهيزاتها.. وطائراتها.. تقدم الصورة الإيجابية.. لهذا العالم الذي نعيشه والتي توضح مدى الفرق بين أناس حافظوا على تماسكهم وتكاتفهم ووحدتهم وغيرهم ممن تركوا حاضرهم ومستقبلهم نهبا للأنواء والصراعات وموجات المد والجزر المتلاطمة .

ولعل ما يشد الانتباه مشاركة كل من محمد بن زايد ولي عهد أبو ظبي نائب القائد العام للقوات المسلحة وخالد بن سلمان نائب وزير دفاع المملكة العربية السعودية.

وغني عن البيان أن حضور كل من الشيخ محمد والأمير خالد.. يؤكد كيف أن الأمن القومي العربي واحد.. فأمن مصر.. إنما هو بمثابة أمن السعودية .. وأمن الإمارات وأمن البحرين وأمن الكويت..

ولقد ارتفعت أعلام هذا الأمن القومي المشترك فوق قاعدة برنيس التي استضافت بدعوة الرئيس السيسي هذين الرمزين العربيين وكأنها تقول إنها جاهزة في كل وقت للدفاع عن المصير الواحد.. والكيان الذي لا انفصام له.

***

ومرة أخرى.. نعود إلى الأخوة الذين عانوا ما عانوا على مدى السنوات الماضية.. فبعد سوريا هناك العراق.. ولبنان وللأسف كاد السودان ينزلق في بحر الهاوية لكن الله سلم..!

العراقيون يتظاهرون ليل نهار.. وأيضا يتساقطون صباحا ومساء.. شأنهم شأن حال اللبنانيين الذين توقفت عجلة الحياة عندهم وضاعت معالم بلدهم الأساسية نتيجة الاعتداءات المتبادلة بين المطالبين بحقوقهم وبين قوى الأمن..!

وإذا كانت سوريا فيها ما فيها-كما أشرت آنفا- والعراق خسر ماله ونفطه.. واستقراره وأمانه فإن العراق فقد وجوده منذ أن وطأت أراضيه أقدام الغزاة الأمريكان عام 2003.. وبعدهم الدواعش .. من يومها لم تقم له قائمة.. ولا أعتقد أنها ستقوم قريبا.. لاسيما في ظل سطوة .. وسيطرة ملالي إيران على شئون الحكم والمحكومين هناك..

***

أرجوكم .. نريد صيحة حق تعيد للأمة بسمتها وسكونها واستقرارها.. وتماسكها..!

ونريد يقظة حقيقية قوامها الأفعال الجادة والخطوات المحسوبة لا البيانات والشعارات التي ذهب أوانها ولا أعتقد أنه يمكن أن يعود.

***

                                                            مواجهات

*لغة القوة هي التي تسود.. فلا مكان للصوت الواهن.. ولا الخافت..ولا المتلعثم لأن من يمتلك القوة فلابد أن يخضع لإرادته الضعفاء.

***

*كلما أضاءت النجوم السماء.. كلما اتسعت القلوب لتلاقي الأحباء.

***

*هذا البرد القارس.. لا تهزمه الأغطية الثقيلة ولا أجهزة التكييف الساخن.. لكن إذا تكاتفت هذه المشاعر الدافئة فما من سبيل أمامه سوى الانسحاب.

***

*جاءتني صفاء شاكية باكية:

تصور زوجي يغير من طبيب الأسنان الذي أتردد على عيادته مرتين أسبوعيا.. بالذمة هل هذا يليق..؟

قلت: اذهبي إلى طبيب آخر حتى تبطلي عليه حجته..!

نظرت إلي محاولة التغلب على دموعها:

حاولت.. لكن د.حسن بصراحة رجل جذاب جدا لذا قررت أن أصارح زوجي اليوم وأخبره إما أن يرضى بالأمر الواقع.. أو يطلقني..!

صمت.. ولم أعلق..!

***

*يقول الإمام علي بن أبي طالب كرم الله وجهه:

حينما سكت أهل الحق عن الباطل.. توهم أهل الباطل أنهم على حق.

ويقول أيضا:

لا "تبكي" على وسادتك فلن تغير من الأمر شيئا بل قم "وابكي" على سجادتك وسيرزقك الله بعد العسر يسرا.

***

*نصيحة: كلما ضاقت بك الدنيا.. ارفع يدك إلى السماء ففوقها رب كريم إذا ناديته فلن يضيعك أبدا.

***

* منذ أيام حلت ذكرى وفاة شخص عزيز على قلبي تعانقت روحانا وتآلفت مقلات عيوننا وتصادقنا سنوات دون خلاف ولو ليوم واحد.

وعندما ذهبت إليه في المستشفى لآخر ساعات حياته.. شد على يدي وابتسم.

هذه الابتسامة مازالت محفورة بين ثنايا فؤادي حتى الآن.

إنه أخي وصديقي "صلاح عباس" شقيق زوجتي..!

***

*ثم نأتي إلى مسك الختام:

اخترت لك هذه الأبيات الشعرية من نظم نزار قباني:

على عينيك يضبط العالم ساعاته

قبل أن تصبحي حبيبتي

كان هناك أكثر من تقويم لحساب الزمن

كان للهنود تقويمهم

وللفرس تقويمهم

وللمصريين تقويمهم

بعد أن صرت حبيبتي

صار الناس يقولون

السنة الألف قبل عينيها

والقرن العاشر بعد عينيها

وصلت في حبك إلى درجة التبحر

وصار ماء البحر أكبر من البحر

ودمع العين أكبر من العين

ومساحة الطعنة

أكبر من مساحة اللحم

وأتوحد بك أكثر

صارت شفتاي لا تكفيان لتغطية شفتيك

وذراعاي لا تكتفيان لتطويق خصرك

وصارت الكلمات التي أعرفها

أقل بكثير

من عدد الشامات التي تطرز جسدك

***

و..و..وشكرا